ما قصة منع عائشة دفن الحسن وهل هي صحيحة ؟ لماذا دفن الإمام الحسن في البقيع ؟
وكثير يظن أن عائشة وافقت على طلب الحسن بأن يدفن بجوار النبي (ص) إلا أن مروان بن الحكم رفض فهل هذا صحيح ؟
لنبدأ الان
منع عائشة دفن الحسن : لماذا رفضت عائشة دفن الحسن بجانب الرسول ؟
ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب ونقل عنه الذهبي في سير اعلام النبلاء
أن عائشة وافقت بان يدفن الحسن بالقرب من الرسول ولكنهم لم يثبتوا كلامهم ولم يذكروا سنداً
راجع المصدر من هنا على موقع جامع الكتب الإسلامية السني
اولاً: منع عائشة دفن الحسن في البخاري حيث يذكر الاخير عن هشام عن أبيه أن عمر أرسل إلى عائشة: أئذني لي أن أُدفن مع صاحبي, فقالت: إي والله, قال: وكان الرجل إذا أرسل إليها من الصحابة قالت: لا والله لا أُوثرهم بأحد أبداً
(صحيح البخاري, 9: 104, ح 7328.) او راجع المصدر على الدرر السنية من هنا
معنى كلامها انها لن تقبل بأن يدفن احد بعد عمر بالقرب من رسول الله وقد جاء اليها بعض الصحابة بعد موت عمر ولم تقبل
فحتى لو جاءها الحسن بن علي لن تقبل بان يدفن وبهذا فان البخاري يدحض الروايات التي ذكرها صاحب الاستيعاب وغيرهم بموافقة عائشة
وهناك روايات كثيرة من كتب أهل السنة على رفض عائشة بدفن الحسن بالقرب من الرسول وكالاتي:
منع عائشة دفن الحسن من كتب اهل السنة
الطبقات الكبرى مسندة عن ابن سعد عن محمد بن عمر عن علي بن محمد العمري عن عيسى بن معمر عن عباد بن عبد الله بن الزبير قال:
سمعت عائشة تقول يومئذ هذا الأمر لا يكون أبدا!! دفن (الامام الحسن) ببقيع الغرقد ولا يكون لهم رابعا! والله إنه لبيتي أعطانيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته وما دفن فيه عمر وهو خليفة إلا بأمري وما آثر علي عندنا بحسن
(والله إنه لبيتي أعطانيه رسول الله) ملاحظة أكمل قراءة المقالة للنهاية
فهذه عائشة تقول "هذا الأمر لا يكون أبدا!!" ومن ثم يقولوا لك انها وافقت الويل لكم
وكذلك يذكر ابن عساكر في كتاب ترجمة الإمام الحسن نفس الرواية يمكنك مراجعة المصدر من الموقع التالي مباشرة من هنا
أو انظر إلى الصورة:
ويذكر اليعقوبي (المتوفى 897 ميلادية) في تاريخه: قال الحسن: وأنا ميت من يومي، فإذا أنا مت فادفني مع رسول الله، فما أحد أولى بقربه مني، إلا أن تمنع من ذلك فلا تسفك فيه محجمة دم
ثم أخرج نعشه يراد به قبر رسول الله فركب مروان بن الحكم، و سعيد ابن العاص، فمنعا من ذلك، حتى كادت تقع فتنة. و قيل إن عائشة ركبت بغلة شهباء، و قالت: بيتي لا آذن فيه لأحد. فأتاها القاسم بن محمد بن أبي بكر، فقال لها: يا عمة! ما غسلنا رءوسنا من يوم الجمل الأحمر، أ تريدين أن يقال يوم البغلة الشهباء؟ فرجعت. و اجتمع مع الحسين بن علي جماعة و خلق من الناس، فقالوا له: دعنا و آل مروان، فو الله ما هم عندنا كأكلة رأس. فقال: إن أخي أوصاني أن لا أريق فيه محجمة دم. فدفن الحسن في البقيع
راجع الجزء الثاني وانظر إلى الفهرس الذي بعنوان وفاة الامام الحسن ورقم الصفحة يختلف حسب النسخة فقد يكون 225 أو 133
وقد ذكر الملك أبو الفداء في تاريخه ما يلي: وكان الحسن قد أوصى أن يدفن عند جده رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما توفي أرادوا ذلك وكان على المدينة مروان بن الحكم من قبل معاوية فمنع من ذلك وكاد يقع بين بني أمية وبين بني هاشم بسبب ذلك فتنة فقالت عائشة رضي الله عنها : البيت بيتي ولا آذن أن يدفن فيه فدفن بالبقيع ولما بلغ معاوية موت الحسن خر ساجداً
ويمكنك مراجعة المصدر على الموقع السني جامع الكتب الإسلامية من هنا
أو انظر إلى الصورة التالية:
نقل سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص عن الواقدي ما يلي: لما احتضر الحسن قال: ادفنوني عند أبي يعني رسول الله فأراد الحسين أن يدفنه في حجرة رسول الله، فقامت بنو أمية ومروان وسعيد بن العاص وكان والياً على المدينة فمنعوه، قال ابن سعد: ومنهم أيضاً عائشة وقالت: لا يدفن مع رسول الله أحد
يذكر ابن عبد البر الذي ينقلونه عنه الرواية المشهورة والتي هي بلا سند في موافقة عائشة رواية أخرى ولكنها ليست في كتاب الاستيعاب انما في بهجة المجالس:
لما مات الحسن أرادوا ان يدفنوه في بيت رسول الله فأبت ذلك عائشة وركبت بغلة وجمعت إليها الناس فقال لها ابن عباس كأنك أردت ان يقال: يوم البغلة كما قيل يوم الجمل قالت: رحمك الله, ذلك يوم نسى قال: لا يوم اذكر منه على الدهر
ويمكنك مراجعة المصدر على موقع جامع الكتب الاسلامي السني من هنا
أو انظر إلى الصورة:
ولذلك فأن أي شخص يعرض عليك رواية موافقة عائشة اعرض عليه هذه الرواية وإن قال لك أن هذه بدون سند فقل له أن روايتك كذلك ثم اعرض عليه بقية الروايات التي ذكرتها لك ولن يتحدث مرة اخرى
ويذكر ابن الشحنة الحلبي في (روضة المناظر في علم الأوائل والأواخر) صفحة 118: وكان الحسن أوصى ان يدفن عند جده فمنعت من ذلك عائشة
او انظر الى الصورة التالية:
عائشة تطلب من عبد الرحمن بن عوف أن يدفن في بيتها
ثم بعد موت الامام الحسن عليه السلام تراجعت عائشة عن قولها السابق وسمحت لابن عوف بعد ان علمت انه اقترب من الموت بان يدفن بجوار رسول الله الا ان ابن عوف رفض وهذا نص الرواية:
وحدثنا محمد بن الحسن، حدثنا سليمان بن سالم ، عن عبد الرحمن بن حميد ، عن أبيه قال: أَرْسَلَتْ عائشةُ رضيَ اللهُ عنها إلى عبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ حينَ نَزَلَ بهِ الموتُ أَنْ هَلُمَّ إلى رسولِ الله وإلى إخوتِك ، فَقَالَ: ما كُنْتُ مضيقًا عليكِ بَيْتَكِ، إنِّي كُنْتُ عَاهَدْتُ ابنَ مظعون أيُنا ماتَ دُفِنَ إلى جَنْبِ صاحبِهِ
ويمكنك مراجعة المصدر على موقع جامع الكتب الاسلامية السني من هنا
أو المكتبة الشاملة من هنا
ونقلت الرواية من كتاب الدرة الثمينة في تاريخ المدينة لابن النجار
أو انظر إلى الصورة التالية:
هل عائشة ورثت بيت النبي حتى تمنع الحسن من الدفن ؟
أما البيت فإن عائشة أجنبية عنه ، بشهادة عائشة وأبيها، فإنهما أجابا بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
لما جاءت بعد وفاة رسول الله إلى أبي بكر تطلب ميراثها من رسول الله بأنه لا نحلة لرسول الله!!! وقال أبو بكر: سمعت النبي يقول: نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة.
وأقرته عائشة!! فإن صدقا فالبيت للفقراء، وان كذبا فالبيت للزهراء وورثته، وعلى فرض الإرث دون النحلة لا نصيب للعائشة إلا ثمنا من تسع ولا يكون إلا بقدر ذراع!!!
وبما أنه كان مشتركا بين الورثة ولم يأذنوا للعائشة التصرف فيه فجميع تصرفاتها عدوان وباطل!!! فأين كان لها البيت حتى لا يستأذن لأحد أن يدفن فيه؟!!
خاتمة المقالة: لماذا دفن الإمام الحسن في البقيع ؟
قد بينا لكم من الذي حال في منع الحسن بن علي بان يدفن بجوار جده رسول الله
انا لله وانا اليه راجعون فقد استفحل أعداء الدين أن يدفن الحفيد بجوار جده
وقد بينا لك بطلان أن عائشة قد وافقت على دفن الحسن عن طريق البخاري
فقد ذكر صاحب الاستيعاب والذهبي وتبعهم كثيرون أن عائشة وافقت الا انها لم توافق ولن توافق لما عرف عنها من بغض أهل بيت النبوة
كما بين البلاذري ذلك بقوله: هذا الحديث يتوافق مع مشاعر عائشة تجاه آل النبي، وسيرتها تشهد على ذلك
وبهذا قد بينا لكم منع عائشة دفن الحسن و عرفتم لماذا دفن الإمام الحسن في البقيع
ولم نتطرق إلى ذكر المصادر الشيعية وسوف نخصص مقالة كاملة لهذا الموضوع من مصادرنا
انتهى